للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيغنمونها، ثمَّ يقيمون فيها سبعَ سنين، ثمَّ يُنقلونَ منها إلى بيت المقدس، فيبلُغُهم أنَّ الدجال قد خرج من يهود أصبهان"، أخرجه أبو عمرو الداني في سننه (١).

وفي رواية: ثمَّ يأتي يعني المهديُ مدينة يقال لها: القاطع وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلَّا أمر الله عَزَّ وَجَلَّ، فذكر نحو ما مرَّ.

واعلم أنَّه ورد أن المهدي يَدخلُ كل مدينة دخلها ذو القرنين، ويُصلحها، وأنه لا يبَقى جبارٌ إلا هلك وقد ورد عنه، - صلى الله عليه وسلم -: "ملك الدُنيا مؤمنان وكافران، أما المؤمنان: فذو القرنين وسليمان، وأما الكافران: فنمرود وبختنصّر، وسيملكها خامسٌ من عترتي، وهو المهدي" (٢).

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، - رضي الله عنهما -، مرفوعًا: "أصحاب الكهف أعوانُ المهدي" (٣).

قال العلماء: حكمة تأخيرهم إلى هذه المدة، ليحوزوا شرف


(١) "السنن الواردة في الفتن" ٦/ ١١٣٦.
(٢) أورده القرطبي في "التفسير" ١٠/ ٢٢٠ ولم يذكر قائله.
وذكره الحافظ في "الفتح" ٦/ ٣٨٥ بنحوه، قول الثوري ومجاهد دون ذكر الخامس وعزاه النوويّ في "تهذيب الأسماء واللغات" ١/ ٢٢٤ لابن عباس دون ذكر الخامس، ولم أقف عليه مرفوعًا، وانظر "تاريخ الطبري" ١/ ١٧٤.
(٣) أورده الحافظ في "الفتح" ٦/ ٥٠٣ وعزاه لابن مردويه في التفسير وقال: سنده ضعيف.