للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكثرَ ذكرَ الموت أكُرِمَ بثلاثة أشياء: تعجيلِ التوبةِ، وقناعةِ القلبِ، ونشاطِ العبادةِ. ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويفِ التوبةِ، وتركِ الرضى بالكفافِ، والتكاسلِ في العبادةِ. وقال التيمي: شيئان قطعا عَنّي لذاذة (١) الدّنيا: ذكرُ الموت، وذكر الوقوف بين يدي الله تعالى (٢).

ومَن ذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة حشر مع الشهداء (٣).

قال القرطبي في "التذكرة" (٤): قوله عليه الصلاة والسلام: "أكثروا ذكر هادم اللذات (الموت") كلام مختصر وجيز، قد جمع التذكرة، وأبلغ في الموعظة، فإنّ مَن ذكر الموت حقيقةَ ذكرِهِ نغّص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من عينها في المستقبل، وزهّده فيما كان منها يؤمّل، ولكنَّ النفوس الذاهلة والقلوبَ الغافلة تحتاج إلى تطويل الوعاظ، وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قَولِه عليه السلام: "أكثروا ذكر هادم اللذات" مع قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عِمرَان: الآية ١٨٥] [الأنبياء: ٣٥، العنكبوت: ٥٧] ما يكفي السامع له،


(١) في (ب): لذات.
(٢) شرح الصدور للسيوطي ص ٤٦. وأكثر النصوص التي تقدمت نقلها المصنف عنه.
(٣) هذا يحتاج إلى دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(٤) "التذكرة" للقرطبي ص ٢٢ سبق تخريجه ص ٢٤ ت (٣) و (٢٥) ت (١، ٢).