للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويشغل الناظر فيه. وكان أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرا ما ينشد هذه الأبيات:

لا شيء ممّا ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويُودى المالُ والولدُ

لم تغن عن هرمزٍ يوما خزَائنُهُ ... والخلدَ قد حاولت عادٌ فما خُلِّدو

ولا سليمانَ إذ تجري الرّياحُ له ... والإنس والجنّ فيما بينهما يردُ

أين الملوكَ التي كانت لعزتها ... من كلّ أوب إليها وافدٌ يفدُ

حوضٌ هنالك مورودٌ بلا كذبٍ ... لابُدَّ من وردِهِ يومًا كما وردُوا (١)

وحكى القرطبي في "التذكرة"، وعبد الحق الإشبيلي (٢) في "العاقبة": أن أعرابيًا كان يسير على جمل له فخر الجمل ميتًا، فنزل الأعرابي عنه وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: مَالَك لا تقومُ؟! مَالَك لا تُبعثُ؟! هذه أعضاؤك كاملة، وجوارحك سالمة ما شأنك؟! ما الذي كان يحملك؟! ما الذي كان يبعثك؟! ما الذي صرعك؟! ما الذي عن الحركة منعك؟! ثم تركه وانصرف متفكرًا في شأنه، متعجبًا من أمره. وأنشدوا في ذلك:


(١) إلى هنا انتهى النقل من القرطبي في ص ٢٢. وهذه الأبيات منسوبة لورقة بن نوفل، كما في "المستطرف" ١/ ١٧٤، و"المدهش" ١/ ٢٧٤.
(٢) هو أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي المعروف بـ "ابن الخراط" ولد عام ٥١٠ وتوفي ٥٨٢ هـ له مؤلفات عديدة ومما طُبع منها كتاب "الأحكام الوسطى"، و"الصلاة والتهجد" وكتاب "العاقبة" والأخير الذي ينقل منه المصنف هو كتاب العاقبة في أحوال الآخرة، وهو في التذكير بالموت والحشر والوعظ والزهد. وانظر "سير أعلام النبلاء" ٢١/ ١٩٩ - "كشف الظنون" ٢/ ١٤٣٧.