للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنفه منقار، وأمه امرأةٌ طويلة اليدين قال أبو بكرة: فسمعَنَا بمولود في اليهود بالمدينة، فذَهَبْتُ أنا والزبير بن العوّام، حتى دخلْنا على أبويه فإذا نعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما، فقُلنا هل لكما ولد؟ فقال مكثنا ثلاثين عامًا لا يُولد لنا ولد ثم وُلدَ لنا غلامٌ أعور، أضرّ شيءٍ وأقلُه منفعة، تنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه قال: فخرجنا من عندهما فإذا هو منجدل في الشمس، في قطيفة وله جمجمة فكشفت عن رأسه فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعتَ ما قلنا قال نعم، تنام عيني ولا ينام قلبي. قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفُه إلا من حديث حماد بن سلمة (١).

قال القرطبي (٢): قلتُ خرَّجه أبو داود الطيالسي قال: حدثنا حمادُ بنُ سلمة عن عليّ بنِ زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه وروى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن يهوديًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله عن أشياء. الحديث وفي آخره قال: فأخْبِرني عن الدجال أمن ولد آدم هو؟ أم من ولد إبليس؟ قال: "هُو من وَلد آدم وإنه على دينكم معشر اليهود"، أو كما قال.

قال الحافظ ابن حجر: هذه الأحاديث كلها ليست نصًا ولا صريحًا، في أن ابن صياد هُو الدجال لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى إلى المدينة، ثم لما أخبره تميم الداري جزم بأن الدجال هو ذلك المحبوس الذي رآه تميم، ويأتي حديثُه. وأمّا حلف عمر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبناءً على


(١) الترمذي (٢٢٤٨)، الطيالسي (٨٦٥).
(٢) "التذكرة" (٧٧٧).