للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظنه، وسكوت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كان مترددًا فيه. وأمّا حديثُ أبي بكرة فقال البيهقي في الجواب عنه: تفرَّد به عليُّ بن زيد، وليس بالقوي.

قال الحافظ ابن حجر ويوهي حديثه: أن أبا بكرة أسلم حين نزل من الطائف لمَّا حُوصرت سنة ثمان من الهجرة، وفي حديث الصحيحين أنه حين اجتمع به النبي - صلى الله عليه وسلم - في النخل: كانَ قد قاربَ الحُلُم، فأين يدرك أبو بكرة زمان مولده بالمدينة، وهو لم يسكن المدينة، إلاَّ قبلَ وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، كيفَ يتأتى أن يكونَ في الزمن النبوي كالمحتلم؟ فالذي في الصحيحين: هو المعتمدُ ثم نقَلَ البيهقيُ أنه ليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، على حلف عمر فيُحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم -، كان يتوقف في أمره، ثم أُخبر من عند الله أنه غيره على ما تقتضيه قصة تميم الداري (١).

قال ابن حجر: (٢) وقد توهم بعضُهم أن حديثَ فاطمةَ بنتِ قيس في قصة تميم، فرد وليس كذلك، فقد رواه مع فاطمة بنت قيس أبو هريرة وعائشة (٣) وجابر. أما حديثُ أبي هريرة: فأخرجه الإمام أحمد، وأبو داود وابن ماجه وأبو يعلى، وأما حديث عائشة: فهو في حديث فاطمة المذكورة عند الشعبي، قال: ثم لقيتُ القاسمَ بنَ محمد


(١) "فتح الباري"١٣/ ٣٢٦.
(٢) "فتح الباري" ١٣/ ٣٢٨ - ٣٢٩.
(٣) انظر الطبراني في الكبير لمتابعتهم لحديث فاطمة (٢٤/ ٣٩٢، ٣٩٥) من رواية عائشة وأبي هريرة، وأصل حديث فاطمة في مسلم (٢٩٤٢) وأبي داود (٤٣٢٦) شرح السنة للبغوي (٤٢٦٨) وأحمد (٦/ ٣٧٣) الحميدي (٣٦٤) ابن أبي شيبة (١٥/ ١٥٤، ١٥٦) الإيمان لابن منده (١٠٥٨).