للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعند الحاكم: "فإن فيها عبرة" (١). وعنده أيضًا عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا: هجرًا" (٢).

وفي "التذكرة": عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خرج إلى المقبرة فلما أشرف عليها قال: يا أهل القبور: أخبرونا عنكم أو نخبركم، أما خبر (ما) قِبَلنَا فالمال قد قُسم، والنساء قد تزوجْن، والمساكن قد سكنها قوم غيركم، ثم قال: أمَا واللهِ لو استطاعوا لقالوا لم نر زادًا خيرًا من التقوى (٣).

وقد أحسن القائل حيث قال:

يا عجبًا للناس لو فكروا ... وحاسبوا أنفسهم وأبصروا

وعبروا الدنيا إلى غيرها ... فإنما الدنيا لهم معبر

لا فخر إلا فخر أهل التقى ... غدًا إذا ضمّهمُ المحشرُ

ليعلمنّ النَّاس أنَّ التقى ... والبر كانا خير ما يُدْخَرُ

عجبت للإنسان في فخره ... وهو غدا في قبره يُقبر

ما بال مَن أوّله نطفة ... وجيفة آخره يفخر


(١) هذا اللفظ من حديث أبي سعيد عند الحاكم ١/ ٣٧٥، وهو عند أحمد ٣/ ٣٨. انظر ص ٣٨١ ت (٢).
(٢) "المستدرك" ١/ ٣٧٦. انظر ص ٣٨١ ت (٣).
(٣) ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/ ٢٤٢ دون إسناد، وروى نحوه ابن حبان في "الثقات" ٩/ ٢٣٥ بصيغة فيها تضعيف. والخبر في "التذكرة" ص ٢٦. وما بين القوسين في التذكرة (من).