للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فروي أن الحسن البصري (١) رحمه الله، دخل على مريض يعوده، فوجده في سكرات الموت، فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فوجع إلى أهله بغير اللّون الذي خرج به من عندهم، فقالوا له: الطعام يرحمك الله. فقال: يَا أهلاه عليكم بطعامكم، وشرابكم، فوالله لقد رأيتُ مصرعًا لا أزال أعمل له حتى ألقاه.

الرابع: زيارة القبور، فإنها تبلغُ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأوّل، والثاني، والثالث. وينبغي للإنسان؛ لاسيما عند الاحتضار أن يحسن ظنه بالله، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسِنُ الظن بالله" (٢) متفق عليه.

وأخرج الترمذيُّ، وابن ماجه، عن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على شاب وهو فى الموت، فقال له: "كيف تجدك؟ " فقال: أرجوا الله وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوه وأمنه مما يخاف" (٣).


(١) "التذكرة" ص ٢٧.
(٢) رواه مسلم (٢٨٧٧)، والإمام أحمد ٣/ ٢٩٣ (٤١٢٥)، وأبو داود (٣١١٣) والطيالسي (١٨٨٨)، وابن حبان (٦٣٦ - ٦٣٨) من حديث جابر. أما قول المصنف رحمه الله: "متفق عليه" إنما يقصد متفق على معناه إشارة إلى حديث أبي هريرة عند البخاري (٧٤٠٥) "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني. . " أما حديث جابر فليس عند البخاري.
(٣) رواه الترمذي (٩٨٣) وابن ماجه (٤٢٦١)، وأبو يعلى (٣٣٠٣) و (٣٤١٧) وابن أيى الدنيا في "المحتضرين" (١٧) وفي "حسن الظن بالله" ص ٣٨، وفي =