وقال الأشموني في "المنار" (٢٥٠) حيث قال: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ} تام، أي فعله من فعله، أبهم إبراهيم عليه السلام الفاعل تعريضًا للمعنى المقصود الذي أراده، فرارًا من الوقوع في الكذب فهو منقطع عما بعده لفظًا ومعنى، فهو تام، قاله الكسائي، وقوله: {كَبِيرُهُمْ هَذَا} جملة من مبتدأ وخبر، استئنافية لا تعلق لها بما قبلها، أو هي بأن هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام، وهذا صدق محض، بخلاف ما لو جعل {كَبِيرُهُمْ} فاعلًا بفعله فإنه يحتاج إلى تأويل ذكروه، وهو حسن؛ لأنه من المعاريض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب" ومن جوز الكذب في إبطال باطل وإحقاق حق فهو حسن جائز بالإجماع. ا. هـ