للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فآخذ بيمينه وآخذ بشماله" (١) وفي لفظ: "فتطاير الكتب في الأيمانِ والشمائل". قال الحكيم الترمذي: الجدال للأعداء أي: الكفار يجادلون لأنّهم لا يعرفون ربَّهم فيظنون أنهم إذا جادلوا نجوا، وقامت حجتهم، والمعاذير لله يعتذر إلى آدم، وإلى أنبيائه، ويقيم حجته عندهم على الأعداء، ثم يبعث بهم إلى النَّارِ، والعرضة الثالثة: للمؤمنين، وهو العرض الأكبر يخلو بهم جلّ ذِكره فيعاتب مَن يريد عتابه في تلك الخلوات حَتَّى يذوق وبالَ الحياء والخجلِ، ثُمّ يغفر لهم، ويرضى عنهم فَيا له مِنْ مقام ما أعظمه، ووبال ما أجسمه! فيا مَنْ إذا وقفَ بين [يدي] (٢) أحد ملوك الأرضِ ارْفَضَّ عرقا، وارتعد فرقا، فكيف حالك إذا وقفت بين يدي ملك الملوكِ، وعاتبكَ بما فعلته حَتَّى على الظنون والشكوكِ؟! فلا هنَّأ الله لعبدٍ عيشا علمَ ذلك فالتذ بمعصية اللهِ، ولقد قلت ارتجالا:

إذا ما تذكرتُ الجزاء يوم عرضتي ... على خالقي ضاقتْ عليَّ مذاهبي

فلم أدْر ما ردُّ الجوابِ وما الذي ... أقول وربُّ العالمين معاتبي

فوا أسَفَي يومَ الحسابِ إذا بدتْ ... قبائح أفْعَالي وكل معايبي

وعاتبني ربِّي لديه وقَال لي: ... لك الويل إنِّي كنت لست بغائب

أمَا تستحي مني أما كنتَ تختشي ... أما كانَ أولى أنْ تكونَ مراقبي

أمَا كُنْت تدْرِي أنني بك عالم ... أما خِفْتَ مِن غضبي وشرِّ عواقبي

فما حِيلتي وا خجلتي مِنْ جَرائمي ... إذا كنت فذًّا ندّ عنّي صواحبي


(١) رواه أحمد ٤/ ٤١٤، وابن ماجه (٤٢٧٧).
(٢) ساقطة من (أ).