للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَصَارَ مَني خِلِّي وملَّ مودَّتي ... ومَرَّ وخلاّني أعزُّ حبايبي

سوى المصطفَى ذخري وحصني وبغيتي ... ورحمة ربي ملجئى في معاطبي

عليه صلاة اللهِ ما هبت الصبا ... وما ناحَ ولهَان لكثر المصائب

كذا الآل والأصحاب ما ناح بلبل ... وغرَّد شحرور بصوت مناسبي

وأخْرجَ الإمامُ الحافظ ابن منده في "التوحيد" عن معاذ بنِ جبل رَضي اللهُ عَنْهُ رفعه قال: "إِنّ اللهَ ينادي يومَ القيامةِ بصوتَ رفيع غير فظَيع: يا عبادي إنِّي أنَا اللهُ لا إله إلاَّ أنا أرحم الراحمين، وأَحكم الحاكمين، وأسرع الحاسبين، أحضروا حجتكم، ويسّروا جوابا فإنكم مسئولون، ومحاسبون، يا ملائكتي أقِيموا عِبَادِي صفوفًا على أطرافِ أنامل أقْدامهم للحساب" (١).

وأخْرجَ أبو داود، وابنُ حبان عن أبي الدّرداء رَضي اللهُ عَنْهُ مرفوعًا: "إنكم تُدْعون يومَ القيامةِ بأَسْمائكم، وأسماءِ آبائكَم فأحْسِنوا أسماءكم" (٢)، وأخرجَ أبو يعلى بسندِ رجاله ثقات عن أبي سعيدٍ رَضي اللهُ عَنْهُ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذَا جمُعَ النَّاسُ فيَ صعيدٍ واحدٍ يومَ القيامةِ أقبلت النَّارُ يركب بعضُها بعضا، وخزنتها يكفونها، وهي تقول: وعزة ربي لَتُخَلِّيَنَّ بيني وبين أزواجي، أو لأغْشينَّ الناس عنقا واحدا فيقولون: ومَن أزواجك؟ فتقول: كلُّ متكبرٍ جبّار، فتخرج لسانَها، فتلتقطهم من بين ظهراني النّاس، فتقذفهم في


(١) كذا عزاه القرطبي في التذكرة وفي التفسير ١٠/ ٤١٧.
(٢) رواه أحمد ٥/ ١٩٤، وأبو داود (٤٩٤٦)، وابن حبان (٥٨١٨)، والبيهقي ٩/ ٣٠٦ وقال: هذا مرسل ابن أبي زكريا لم يسمع من أبي الدرداء.