للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوفها، ثم كذلك فيقولون: مَنْ أزواجك؟ فتقول: كلُّ مختالٍ فخور، فتلتقطهم بلسَانهِا، فتقذفهم في جوفها، ثم تتأخّر، ويُقضَى بين الناسِ" (١) وتقدَّم معناه، وظاهر هذا أنّ هؤلاء يلقونَ في النّارِ بغيرِ حسابٍ لأنّهم تكبَّروا على خلق الة في دارِ الدُّنيا.

وفي الحديث القدسي: "الكبرياءُ رِدائي، والعظمةُ إزاري فمَنْ نَازعني واحدًا منهما ألْقيته في النار" رواهُ الإمامُ أحمد، وأبو داود، وابنُ ماجه (٢).

وعندَ مسلم، وأبي داود، وابن ماجه: "ألقيته في جهنم" (٣) وأخرجَ الحاكمُ: "الكبرياء ردائي فمن نَازعني رِدائي قَصمته" وقال: صحيح على شرطِ مسلم (٤).

وأخرجَ الإمامُ أحمد، والحاكم، وابنُ ماجه: "ما مِن رجلٍ يتعاظم في نفسِه، ويختالُ في مشيته إلاّ لَقِيَ الله، وهو عَليه غضبان" (٥).

واعلم أنّ التكبر مذموم شرعًا، وعقلاً، فأمَّا الشرع: فقدْ ذكَرنا قطرةً من بحرٍ لجي ممّا وردَ في الكبر، وفي الإشارة مَا يغني عن


(١) رواه أبو يعلى (١١٤٥).
(٢) رواه أحمد ٢/ ٤٤٢، وأبو داود (٤٠٩٠)، وابن ماجه (٤١٧٤)، وإسحاق في مسنده (٢٨٥)، وهو عند ابن حبان (٣٢٨) من حديث أبي هريرة، وهو في المختارة للضياء ١٠/ (٢٤٨) و (٢٨٦) و (٢٨٧) من حديث ابن عباس.
(٣) رواه مسلم (٢٦٢٠)، وأبو داود (٤٠٩٠)، وابن ماجه (٤١٧٤)، وأحمد ٢/ ٣٧٦.
(٤) المستدرك ١/ ١٢٩.
(٥) رواه أحمد ٢/ ١١٨، والحاكم ١/ ١٢٨، والبيهقي في الشعب ٦/ ٢٨٣ والمزي في التهذيب ٣٢/ ٥٣٩ من حديث ابن عمر.