للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنسأل اللهَ العظيم أنْ يوقظنا، وأحبابنا من سِنَةِ الغفلة، وأن يستعملنا فيما يرضيه كنا بمنه وكرمه.

فوائد

الأولى: قال ابن المسيب: الذي يأخذ كتابَه بشمالِه تلوى يده خلف ظهرِه، ثم يعطى كتابه، وقيل: تنتزع (١) منْ صدرِه إلى خلفِ ظهرِه، وقال مجاهد في قولِه تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠)} [الانشقاق: ١٠] قال: تجعل شماله وراء ظهرِه فيأخذ بها كتابه (٢).

الثانية: يعطى الكافرُ كتابَه بشمالِه من وراءِ ظهره بأنْ تخلع أو يدخلها من صدْرِه أو تلوى، ويعطى المؤمن العاصي كتابه بشمالِه من أمامِه ويعطى المؤمن الطائع كتابه بيمينه من أمامِه.

الثالثة: ورد أنّ أوّل مَنْ يأخذ كتابه بيمينه أبو سلمة بنُ عبدِ الأسدِ، واسمه عبد الله، وهو أوّل من يدخل (الجنة) (٣) من هذه الأمّة، وهو أوّل من هاجرَ من مكّة إلى المدينةِ كما بينتُ ذلك في كتابي "تحبيير الوَفا في سيرة المصطفى"، وروي أنَّ أوّلَ من يأخذ كتابه بشماله الأسودُ أخو أبي سلمة المذكور روي أنّه يمد يدَه ليأخذه بيمينِه فيجذبه ملكٌ فيخلع يده فيأخذه بشماله من وراء ظهره.

قُلْتُ: وذلك لأنَّ أبا سلمة رَضِي اللهُ عَنْهُ لمَّا أرادَ الهجرةَ رحل لزوجته أم سلمة إحدى أمّهات المؤمنين رَضِي اللهُ عَنْها بعيره، ثم حملها


(١) كذا في (أ)، وفي (ب): تنزع.
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٥٠٩/ ٣٦٧٤٣.
(٣) ساقطة من (ب).