للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالكتب التي كتبها الكرامُ الكاتبون يذكر أعمال الناس، فيؤتونها فمنهم من يؤتى كتابه بيمينه، وهم السّعداء، ومنهم من يؤتى كتابه بشمالِه، أو وراء ظهره فأولئك هم الأشقياء فعند ذلك يقرأ كتابه، ويعلم خطأه، وصوابه، وأنشدوا في ذلك:

مثل وقوفك يوم العرضِ عريانا ... مستوحشًا قلق الأحشاء حيرانا

والنّار تلهب من غيظٍ ومن حنقٍ ... على العصاةِ ورب العرشِ غضبانا

اقرأ كتابَكَ يا عبدي على مهل ... فهل ترى فيه حرفًا غير ما كانا

لما قرأت ولن تنكر قراءته ... إقرار من عرف الأشياء عرفانا

نادى الجليلُ: خذوه يا ملائكتي ... وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا

فالمشركون غدًا فى النَّار [في لهب] (١) ... والمؤمنون بدار الخلد سكانا

ومن قصيدة طويلة من كلام الإمام المحقق ابن القيم أودعها في كتابه "طريقُ الهجرتين وباب السّعادتينِ" (٢) وهي عظيمة اشتملت على جُلّ أحكام الموقف فمنها:

وَيَا ليْت شعْري كيف حالكَ عندما ... تطاير كتب العالمين وتقسم

أتأخذ باليمنى كتَابك أم [ترى] (٣) بِيُسْـ ... رَاكَ خلف الظَّهرِ منك تسلم

وتقرأ [فيها] (٤) كل شيء عملته ... فيشرق منك الوجه أو هو يظلم

تَقول كِتَابي هاؤم [فاقرءوه] (٥) لي ... يبشر بالْجنان (٦) حقا ويعلم


(١) في "التذكرة" يلتهبوا.
(٢) ص (٥٥).
(٣) في طريق الهجرتين زيادة: ترى تسلم بالياء.
(٤) فيه.
(٥) اقرأوه يبشر بالتاء يعلم بالتاء.
(٦) في (ب): (بالجنات).