للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتهى - ألم أُكْرِمك، وأُسَّوِدك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ " - بمثناة فوق، فراء ساكنة فهمزة مفتوحة أي: تصير رئيسًا، وتربع أي: تأخذ ما يأخذه كبير الجيشِ، وهو ربع المغانم، ويقال له: المرباع قاله المنذري (١). فيقول: بلى يا رب فيقول: "أظننت أنكَ مُلاقِيِّ؟ " فيقول: لا يقول: "فإنيّ أنساك كما نسيتني" ثم يلقى الثاني فذكر مثل الأول، وكذا الثالث فيقول للثالث: "أظننت أنكَ مُلاقِي؟ " فيقول: أي يا رب آمنت بك، وبكتابك، وبرسلك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع فيقول: "هاهنا إذًا لا، ثمَّ يقول: "الآن نبعثُ شاهدًا عليك، فيتفكَّرُ في نفسهِ منْ ذا الذي يشهدُ عليَّ؟ فيُخْتَمُ على فيه، ويقالُ لفخذِهِ: "انطقي" فتنطقُ فخذهُ، ولحمهُ، وعظامهُ بعمله، وذلكَ ليعذرَ من نفسهِ وذلك المنافقُ وذلكَ الذي يَسْخَطُ اللهُ عليهِ" (٢).

وأخرج البخاري عنه أيضًا قال: إنّ النّاس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ؟ قال: "هل تمارون في القمرِ ليلة البدرِ ليسَ دونه سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول اللهِ قال: "هل تمارون في الشمس ليسَ دونها سحاب؟ " قالوا: لا قال: "فإنكم ترونه، كذلك يحشر النّاس يومَ القيامة فيقول: مَنْ كانَ يعبدُ شيئًا فليتبعهُ، فمنهم مَنْ يتبع الشمسَ، ومنهم مَنْ يتبع القمرِ، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى


(١) "صحيح الترغيب والترهيب" ٣/ ٤٢٩، كتاب: البعث وأهوال القيامة.
(٢) رواه مسلم (٢٩٦٨)، وابن حبان (٤٦٤٢) و (٧٤٤٥).