للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الأمّةُ فيها منافقوها فيأتيهم اللهُ فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكاننا حَتَّى يأتينا رَبُّنا فإذا جَاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا فيدعوهم، ويضرب الصِّراط بين ظهراني جهنّم فَأكونُ أوّل من يجوز من الرّسل بأمَّته.

ولا يتكلَّمُ يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: "اللهُمَّ سَلِّم سلِّم، وفي جهنمَ كلاليبُ مثل شوك السّعدان" أي: وهو نبت له شوك معقف فقال - صلى الله عليه وسلم -: "هل رأيتم شوك السّعدان؟ " قالوا: نعم. قال: "فإنّها مثلُ شوكِ السعدان غير أنَّه لا يعلم قدر عظمها إلاَّ الله تخطف النَّاس بأعمالِهم فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل أي: يصرع وقيل يقطع.

قال المنذري: المعنى أنه يقطعه كلاليب الصراط حَتَّى يهوي في النار (١). انتهى.

ثمّ ينجو حَتَّى إذا أرادَ الله رحمة من أراد من أهل النارِ أمر الله الملائكةَ أنْ يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم فيعرفونهم بآثار السجود. وحرّم الله على النار أن تأكل أثرَ السّجود. فيخرجون من النّار، وقد امتُحشوا - أي: بضم التاء وكسر المهملة فشين معجمة أي: احترقوا، وقال الهيثم: هو أن تذهب ألنار الجلد وتبدي العظم انتهى.

فيصب عليهم ماء الحياةِ فينبتون كما تنبت الحبة - أي: بكسر الحاء المهملة هي بزر البقول والرياحين وقيل: بزر العشب وقيل: نبت في الحشيش صغير وقيل: جميع بزور النبات وقيل: بزر ما


(١) "صحيح الترغيب والترهيب" ٣/ ٤٣٢، كتاب: البعث وأهوال يوم القيامة.