للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينبت من غير بذر، وما بذر تفتح حاؤه ذكره الحافظ المنذري - في حميل السيل أي: زبد السيل، وما يلقيه على شاطئه، وهو بفتح الحاء المهملة وكسر الميم "ثمّ يَفْرغ اللهُ مِن القضاء بين العبادِ" (١) الحديث.

وفي الصحيحين عن أيى سعيدٍ قال: قلنا: يا رسول اللهِ هل نرى ربنا يوم القيامة؟ وذكر الحديث وفيه: "فإذا كان يومُ القيامة أذَّن مؤذِّن: لتتبع كل أمّة ما كانت تعبد. فلا يبقى أحدٌ كان يعبد غيرَ اللهِ من الأصنامِ والأنصابِ إلاَّ يتساقطون في النّارِ حَتَّى إذا لمْ يبقَ إلاّ مَنْ كان يعبد اللهَ مِنْ بر وفاجر وغُبَّرِ أهلِ الكتابِ" أي: بقاياهم، وهو بغين معجمة مضمومة فموحدة مشددة مفتوحة جمع غابر.

"فيدعى اليهودُ فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنَّا نعبدُ عُزير ابن اللهِ فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ اللهُ مِنْ صاحبة ولا ولدٍ، فماذا تبغون؟ قالوا: عَطِشنا يا ربَّنا فاسقنا فيشار إليهم: ألا تَرِدونَ؟ فيحشرون إلى النَّار كأنها سراب يحْطِمُ بعضُها بعضا، فيتساقطون في النار، ثمَّ يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن اللهِ فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون؟ فيقولون: يا ربنا عطشنا فاسقنا فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار. حَتَّى إذا لم يبقَ إلاَّ مَن كان يعبد الله من برّ وفاجر أتاهم الله في أدْنى صورة من التي رأوه فيها. قال: فما تنتظرون؟ تتبع كلُّ أمّةٍ ما


(١) رواه البخاري (٨٠٦) و (٦٥٧٣)، وهو أيضًا في مسلم (١٨٢).