للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طيب اللهُ ثراه في كتابهِ الفْروع ما نصه الجنُّ مكلفون في الجملةِ إجماعا، ويدخل كافرُهم النار إجماعا، ويدخل مؤمنهم الجنَّة وفاقا لمالك، والشافعي لا أنَّه يصير ترابا كالبهائم، وثوابه النجاة مِنَ النار خلافا لأبي حنيفة وأطال (١). وقال شيخ مشايخنا العلامة بدر الدين البلباني في عقيدته: والجن مكلفون يدخل مؤمنهم الجنة، وكافرهم في النار (٢) انتهى.

وقال العلامة في "البهجة" وبعضهم جعلَ مؤمني الجنِّ كالبهائم في أنَّه إذا حَاسبهم الله تعالى يعودون ترابا، والصواب لا. وقال في موضع آخر: وقال بعضهم: لا ثواب للجنِّ إلاَّ النَّجاة مِنَ النَّارِ، ثم يقال لهم: كونوا ترابًا مثل البهائم، وهو قول أبي حنيفة حكاه عنه ابن حزم إلى أنْ قال: والصواب أنهم يثابون على الطاعةِ، ويعاقبون على المعصيةِ، وهو قول ابن أبي ليلى، ومالك، ونقل عن الأوزاعي، وأبي يوسف، ومحمد، وهو مذهب أحمد، والشافعي، وسئل ابن عباس: هل لهم ثواب؟ فقال: نعم لهم ثواب، وعليهم عقاب، وعن عمر بن عبد العزيز: أن مُؤْمِني الجن حول الجنة. وقال الضحاك: يأكلون في


= قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح. وقال ابن كثير: وجمع مصنفات منها على "المقنع" نحو ثلاثين مجلدًا، وله كتاب "الفروع" في الفقه وهو من أجل الكتب وأنفعها، وله حاشية على "المقنع", و"النكت" على "المحرر"، وله في أصول الفقه توفي ليلة الخميس: ثاني شهر رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة بسكنه بالصالحية. وقال ابن كثير توفي عن خمسين سنة.
انظر "معجم المحدثين" للذهبي ١/ ٢٦٥. وانظر "الوفيات" للسلامي ٢/ ٢٥٣.
(١) انظر "الفروع" ١/ ٦٥٣.
(٢) نقل شيخ الإسلام رحمنا الله وإياه الإجماع على أن كفار الجن في النار (١١/ ٣٠٦).