للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوا خجلتي يا نفسُ في ذلك الملأ ... إذَا قِيل هذا قد أتى بمحرم

فيا نفس تُوبي واتقي الله وارجعي ... وصومي وصلي واحفظ الله تسلمي

وقومي على الطاعات وارعي حدودَ مَنْ ... براكَ [وتوبي] (١) واتقي الله واندمي

ونوحي على الذَّنبِ القديم الذي مضى ... لعلك يا نفسي لدى الله تُرحَمِي

وإن كنتِ نفسي فاذكري الله واحذري ... محارمه طرا وصلي وسلمي

على المصطفى الهادي الأمين وآله ... وأصحابه ما عَنَّ لي في ترنمي

قال المفسرون في قوله تعالى حكاية عن المشركين {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣]: إنهم إذا رأوا في القيامة مغفرةَ اللهِ تعالى، وتجاوزه عن أهل التّوحيدِ قال بعضهم لبعض: تعالوا نكتم الشركَ لعلنا ننجوا مع أهل التوحيد فيقولون: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣] فيقول اللهُ لهم {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: ٦٢] أنَّهم شركاء ثُمّ يختم على أفواههم، وتشهد جوارحُهم بالكفر.

وأخرج أبو يعلى، والحاكم وصححه عن أبي سعيد رَضي اللهُ عَنْهُ مرفوعًا: "إذا كان يوم القيامة يمر الكافر بعمله فيجحدَ، ويخاصم فيقال: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول: كذبوا، فيقول: أهلك وعشيرتك، فيقول: كذبوا، فيقول: احْلفوا فيحلفون، ويصمتهم الله، ويشهد عليهم ألسنتهم، فيدخلهم النَّار" (٢).


(١) ما بين معقوفتين ساقط من (أ).
(٢) رواه أبو يعلى في مسنده (١٣٩٢)، والحاكم ٤/ ٦٠٥، وصححه ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٥١ وقال: رواه أبو يعلى بإسناد حسن، على ضعف فيه.