وهذا مردودٌ والإيمانُ بما وصفنا من صفات الصراط بأنَّه أدقُ مِنَ الشّعرة، وأحدّ منَ السيفِ واجب. والقادر على إمساك الطير في الهواء قادر أنْ يمسك عليه المؤمن فيجريه أو يمشيه وهذا بساط سيدنا سليمان عليه السلام كان يجلس عليه الملأ مِنْ جنده، وهو بين السَّماءِ والأرضِ وأي وجه يلجئنا إلى العْدولِ عن الحقيقة إلى المجازِ مع اْعترافنا بأنَّ القْدرةَ صالحةٌ ولا شيء يكثر على الله، كيف وهو الفاعل المختار؟ فالله سبحانه وتعالى قادر على كلِّ شيء فمنْ اْعترف بأنَّ اللهَ على كلِّ شيء قدير علمَ أنَّ ذلك حق وإنَّما يخيل لبعضِ النفوسِ اْستحالة ذلك لعدم إلفها ذلك مع قلة معرفتها لله سبحانه فنسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يرزقنا علمًا ربانيًا يقذفه في قلوبنا، ومعرفةً تامة، ومحبة كاملة، فمنْ رُزقَ ذلك فاز، ومَنْ لا فله الويل والثبور {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور: ٤٠].
قال ابن اليمان: رأيتُ رجلاً نامَ وهو أسود الرأس واللحية، شاب يملأ العينَ، فرأى في منامِه كأنَّ النَّاسَ قدْ حُشروا وإذا بنهر من نارٍ، وبجسر يمر النَّاسُ عليه، فدعي فدخل الجسر فإذا هو كحد السيف يمور به يمينًا وشمالاً، فأصبح أبيضَ الرأسِ واللحية.
فيا مَنْ أعجبه اللهو والانبساط هلا اْفتكرتَ في شدة المرور على الصراطِ، ويا مَن نامَ ليله الطويل، ولم يرض من دنياه بالقليل هلا تزوّدت ليومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار، واتخذت لكَ مساعدًا على ركوب تلك الأسفار فإنَّه ليس ثم مساعد ولا رفيق موادد سوى