للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقوى العزيز الغفار اْنتبه لتلك الأوقات. واعتبر بمَن قبلكَ قد ماتَ هل بلغ منهم أحد الأوطار، وهل نجا منهم من الموت من أحد هدى أوطاره؟ كلا واللهِ لولا الغفلة والأمل لمَا قر لذي لب قرار وأنشدوا:

اجنب جيادًا مِنَ الدُّنيا مضمرة ... للسبق يوم يفوز النَّاسُ بالسبق

تمرُّ مرَّ الرياح الهوج (١) عاصفة ... أو لمحة البرقِ إذْ يلتاح بالأفق

واركضْ إلى الغايةِ القصوى وخل لها ... عنان صدق رمى في الفتنة الصدق

كم جل عزمك منْ دنيا معوجة ... بقصدك اليوم عن مسلوكة الطرق

وفازَ مَنْ فاز لا حزن ولا فرق ... وخلفوك حليف الحزنِ والفرق

يا غافلاً والمنايا منه في فكر ... وضاحكًا والرَّدى يبغيه في حنق

قطعتَ عمركَ في لهو وفي سنة ... ومن أمامك ليل دائم الأرق

وربّ رأي تراه اليوم من سفه ... عقلا تراه غدا في غاية الخرق (٢)

فاضرعْ إلى اللهِ واطلب عفوه فعسى ... ينجيكَ عند اْشتمال الخوف والقلق

واسأله أزكى تحيات مضاعفة ... على النبي الوفي الطيب الخلق

عليه خير صلاة لا نفاد لها ... يزري بقطرها بالمندَل العبق

فائدة:

أخرجَ الترمذي من حديث المغيرة بن شعبة رَضي اللهُ عَنْهُ قال: "شعار المؤمنين على الصراط: سَلِّم سلم". وقال: حَديث غريب (٣).


(١) ورد بهامش الأصل: الحمق.
(٢) ورد بهامش الأصل: جمع هوجاء وهي: الريح التي تقلع البيوت.
(٣) الترمذي (٢٤٣٢).