للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الجلال السيوطي (١): وقد وَرَدَ التصريحُ في حديث صحيح عند الحاكم وغيرِه بأن الحوضَ بعد الصراط ورجحه القاضي عياض قال السيوطي: فإنْ قيلَ: إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنةَ فلم يحتج إلى الشرب منه. قلتُ: كلا بل هم محبوسون هناك لأجل المظالم فكان الشرب في موقف القصاص. ويحتمل الجمع بأنْ يقعَ الشربُ مِنَ الحْوضِ قبل الصراط لقوم وتأخيره بعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب حَتَّى يهذبوا منها على الصراط ولعل هذا أقوى. اْنتهى.

قال العلامة في "البهجة لا: هذا كلام في غاية التحقيق جامع للقولين وهو دقيق. اْنتهى.

قال القرطبي في التذكرة (٢): ولا يخطر ببالِكَ أو يذهبُ وهمك إلى أنَّ هذا الحوضَ يكون على وجه هذه الأرض وإنَّما يكون وجودُه على الأرض المبدلة على مسافات هذه الأقطار، وفي المواضع التي تكون بدلاً من هذه المواضع في هذه الأرض، وهي أرض بيضاء كالفضة لم يُسفك عليها دمٌ، ولم يظلم على ظهرها أحد قط كما تقدم.

لطيفة: أخرجَ ابن أبي الدُّنيا (٣) عن ابن مسعود رَضي اللهُ عَنْهُ: "يحشر النَّاسُ يومَ القيامةِ أعرى ما كانوا قط، وأجوع مَا كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، وأنصب ما كانوا قط فمن كسا لله كساه اللهُ، ومن


(١) البدور السافرة ٢٤٠.
(٢) "التذكرة" ١/ ٣٧١.
(٣) ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" رقم (٣٠) وله شاهد من حديث أبي سعيد في "اصطناع المعروف" رقم (٣١).