للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رجل لكعب: ما الداء الذي لا دواء له؟ قال: الموت.

قال زيد بن أسلم: دواه رضوان الله.

وقال الحسن: أشد ما يكون من الموت على العبد إذا بلغت الروح التراقي، فعند ذلك يضطربُ وتغلو نفسه.

وأخرج ابن أبي الدنيا، عن محمد بن كعب القرظيِّ قال: بلغني أن آخر من يموت ملك الموت، يقال له يا ملك الموت مت، فيصرخ عند ذلك صرخة لو سمعها أهل السموات والأرض لماتوا فزعًا، ثم يموت.

وأخرجَ زيادُ النُميري قال قرأتُ في بعض الكتب، أن الموتَ أشدُّ على ملك الموت منه على جميع الخلق.

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس أحدٌ أشدَّ بلاءً من الأنبياء كما يشدد علينا البلاء كذلك يضاعف لنا الأجر" (١) وقال في مرض موته: "اللهم أعني على سكرات الموت" (٢).

فإن قلت: ما وجه تشديد البلاء على الأكابر من الأنبياء والصالحين، فهل له من حكمة؟

قلتُ: نعم بل له حِكم فقد قال الإمام ابن عقيل: كأن له


(١) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٥١٠)، وابن ماجه (٤٠٢٤)، والحاكم ١/ ٩٩ و ٤/ ٣٤٢ من حديث أبي سعيد الخدري رَضي اللهُ عَنْهُ بإسناد حسن.
ورواه عبد الرزاق (٢٠٦٢٦) وأحمد ٣/ ٩٤ (١١٨٩٣) من وجه آخر.
(٢) رواه البخاري (٦٥١٠) من حديث عائشة رَضِي اللهُ عَنْهُا.