للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الطريقة السابقة من كونه بيانًا للمجمل وفيه ما ذكرنا، لكن انضم إليه قوله -عليه أفضل الصلاة والسلام-: "صلوا كما

رأيتموني أصلي" (١)، فصار البيان بفعله وقوله./ وصح من حديث


= فإن أداة التعريف لا يمكن ان يؤتى بها إلَّا مع "من" وأما بدون "من" فلا يؤتى بالأداة. فإذا حذف المفضل عليه مع الأداة أفاد التعميم. وهذا لا يتأتى مع اللام. وهذا المعنى مطلوب من القائل: "الله كبر" بدليل ما روى الترمذي. من حديث عدي بن حاتم الطويل، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ما يضرك؟ أيضرك أن يقال: الله أكبر! فهل تعلم شيئًا أكبر من الله؟ " وهذا مطابق لقوله تعالى (٦/ ١٩). {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} وهذا يقتضي جوابًا، لا شيء أكبر شهادة من الله. فالله أكبر شهادة من كل شيء كما أن قوله لعدي: "هل تعلم شيئأ أكبر من الله؟ " يقتضي جوابًا لا شيء أكبر من الله، فالله أكبر من كل شيء.
وفي افتتاح الصلاة بهذا اللفظ المقصود منه استحضار هذا المعنى وتصوره سر عظيم يعرفه أهل الحضور المصلون بقلوبهم وأبدانهم. فإن العبد إذا وقف بين يدي الله -عز وجل- وقد علم أنه لا شيء أكبر منه. وتحقق قلبه ذلك، وأشربه سره استحى من الله ومنعه وقاره وكبرياؤه أن يشغل قلبه بغيره، وما لم يستحضر هذا المعنى فهو واقف بين يديه بجسمه وقلبه يهيم في أودية الوساوس والخطر والله المستعان. فلو كان "الله أكبر" من كل شيء في قلب هذا لما اشتغل عنه، وصرف كلية قلبه إلى غيره، كما أن الواقف بين يدي الملك المخلوق لما لم يكن في قلبه أعظم منه لم يشغل قلبه بغيره ولم يصرفه عنه صارف. اهـ.
(١) البخاري (٦٢٨، ٦٣٠، ٦٣١، ٦٥٨، ٦٨٥، ٨١٩، ٢٨٤٨، ٦٠٠٨، ٧٢٤٦)، ومسلم (٦٧٤)، وأبو داود (٥٨٩)، والترمذي (٢٠٥)، والنسائي (٢/ ٨، ٩، ٢١، ٧٧)، وابن ماجه (٩٧٩)، وأبو عوانة =

<<  <  ج: ص:  >  >>