للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدال. وأما على الضم فهو على الحكاية كما تقدم، أعني حكايته لفظه - صلى الله عليه وسلم -. وكأنها قالت: كان يبتدىء الصلاة بهذا اللفظ (١).

فائدة: تتعلق بإثبات البسملة في الفاتحة. روى الروياني (٢) في "بحره" عن أبي سهل الأبيوردي (٣) أن خطيبًا ببخارى من العلماء

الزهاد رأى خبرًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن من قرأ قل هو الله أحد ألف


(١) قال ابن حجر على حديث أنس في الفتح (٢/ ٢٢٧): قوله: "الحمد لله رب العالمين" بضم الدال على الحكاية. واختلف في المراد بذلك، فقيل: المعنى كانوا يفتتحون بالفاتحة، وهذا قول من أثبت البسملة في أولها وتعقب بأنها إنما تسمى الحمد فقط وأجيب بمعنى الحصر. ومستندة ثبوت تسميتها بهذه الجملة وهي: "الحمد لله رب العالمين" في صحيح البخاري، أخرجه في فضائل القرآن من حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن" فذكر الحديث وفيه، قال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني" وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. وقيل المعنى كانوا يفتتحون بهذا اللفظ تمسكا بظاهر الحديث، وهذا قول من نفى قراءة البسملة، لكن لا يلزم من قوله كانوا يفتتحون بالحمد أنهم لم يقرءوا: "بسم الله الرحمن الرحيم سرًّا". وقد أطلق أبو هريرة السكوت على القراءة سرًا، كما في الحديث الذي قبل هذا. اهـ. وهذا كلام ابن حجر على حديث أنس.
(٢) هو عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد أبو المحاسن الروياني (٤١٥ هـ، ٥٠١ هـ)، ترجمته في الأعلام (٤/ ٣٢٤)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٢٨٧) وغيره.
(٣) أحمد بن علي أبو سهل الأبيوردي، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٢٤٢، ٢٤٨)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله (١٥٧، ١٥٨)، وطبقات الشافعية للسبكي (٤/ ٤٣، ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>