للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أشرف] (١).

قلت: وذهب قوم إلى أن الفقر المستعاذ منه فقر النفس (٢).

قال ابن الجوزي: والصواب أن يقال الفقر مصيبة من مصائب الدنيا والغنى نعمة من نعمها، ووزانهما المرض والعافية ففي المرض

ثواب وفضل لا يمنع ذلك من الاستعاذة منه وسؤال العافية فكذلك الفقر والغنى.

تنبيه: لا شك أن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام كان غنيًا بالله -تعالى- شاكرًا له، فقيرًا إليه، صابرًا على جميع أحواله، وآخر أحواله جيئت إليه خزائن الأرض، وهادتة الملوك، وفتحت الفتوح، وكذا صحابته الذين أدركوا الفتوحات، فكان المال الكثير في اليد لا في القلب، فهم بهذا الاعتبار أغنياء لا فقراء، وكان - صلى الله عليه وسلم - يعطي عطاء من لا يخاف الفقر (٣).


(١) في ن ب ساقطة، وفي إحكام الأحكام (الأشرف).
(٢) النسائي في الصغرى (٥٤٦٠)، ولفظه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر، وأعوذ بك من القلة والذلة، وأعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلَم" وانظر لفظه برقم ١٣٤٧، ٥٤٦١).
(٣) قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمنا الله وإياه- في الفتاوى (١١/ ١١٩، ١٢١):
الحمد لله رب العالمين،
قد تنازع كثير من متأخري المسلمين في "الغني الشاكر"و "الفقير الصابر" أيهما أفضل؟
فرجح هذا طائفة من العلماء والعباد، ورجح هذا طائفة من العلماء والعباد.=

<<  <  ج: ص:  >  >>