وقال (١١/ ٢٠): تحديد مسافة القصر بثلاثة أيام أو سنة عشر فرسخًا لما كان قولًا ضعيفًا كان طائفة من العلماء ترى القصر فيما دون ذلك. وقد أوضح شيخ الإِسلام تحديد السفر بقوله: مما بعد سفرًا في العرف أن يتزود له ويبرز في الصحراء ... إلخ كلامه. الفتاوى (١٥/ ٢٤). انظر: مجموع كلامه في الفهرس للفتاوى (٨٣، ٨٤/ ٣٧). عند جمهور العلماء ما عدا الأحناف: السفر الطويل مبيح للقصر والجمع المقدر بالزمن: يومان معتدلان أو رحلتان بسير الأثقال ودبيب الأقدام، وقدرت ما بين جدة ومكة، أو الطائف ومكة، أو من عسفان إلى مكة وتقدر بالمسافة ذهابًا بأربعة برد، أو ستة عشر فرسخًا، وهذه تساوي بتقدير اليوم حوالي تسعة وثمانين كيلو متر على وجه التقريب، ويقصِّر حتى لو قطع تلك المسافة بساعة واحدة كالسفر بالطائرة والسيارة أو نحوها لأنه صدق عليه أنه سافر أربعة برد. وعند الأحناف أن أقل ما تقصر فيه الصلاة مسيرة ثلاثة أيام السنة في البلاد المعتدلة، وتقدر بثلاث مراحل (٩٦ كم). وقال ابن القيم: حيث قرر أن الجمع والقصر يكونان في مطلق السفر لا فرق بين طويله وقصيرة، وأنه لا يصح في التحديد شيء. اهـ. زاد المعاد (١/ ١٣٣)، وأعلام الموقعين (٢/ ٣٠٣). فائدة: البريد العربي: ٤ فراسخ يساوي (٢٢١٧٦) متر، فمسافة القصر حوالي (٨٨ كم)، وعند الأحناف حوالي (٩٦ كم).