للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معنى "راح" مضى إلى المسجد ويتوهم كثير من الناس أن الرواح لا يكون إلَّا في آخر النهار، وليس ذلك بشيء، لأن الرواح والغُدُوَّ مستعملان في السير أي وقت كان من ليل أو نهار، يقال: راح في أول النهار وآخره يروح وغدا بمعناه. هذا لفظ الأزهري (١) وذكر غيره نحوه أيضًا.

والمراد به في الحديث: الذهاب أول النهار، وادعى مالك والقاضي حسين، وإمام الحرمين، أن الرواح لا يكون إلَّا بعد الزوال، وقالوا: هذا معناه في اللغة بناء على أن الساعات المذكورة في (٢) الحديث عندهم لحظات لطيفة إلَّا الساعات التي هي من طلوع الفجر أو طلوع الشمس ورجحه من المتأخرين ابن [الفركاح] (٣) في "الإِقليد".

وقال ابنه الشيخ برهان الدين: إنه الصحيح من [حيث] (٤) الدليل.


(١) يطلق الرواح سواء كان في أول النهار أو آخره أو في الليل لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أخبر أن الملائكة تكتب من جاء في الساعة الأولى ومن جاء في الساعة الثانية ... إلخ، وفي رواية كما ذكرها المؤلف عند النسائي ومن جاء في الساعة السادسة ثم قال: في آخره "فإذا خرج الإِمام طووا الصحف ولم يكتبوا ... " الحديث، ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج إلى الجمعة متصلًا بالزوال فدل على أنه كان للحث على التبكير إليها والترغيب في فضيلة السبق وتحصيل الصف الأول وانتظارها والاشغال بالتنفل والذكر ونحو ذلك ولهذا كله لا يحصل بالذهاب بعد الزوال.
(٢) في ن ب زيادة (هذا).
(٣) في ن ب ساقطة.
(٤) في ن ب (حديث).

<<  <  ج: ص:  >  >>