للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى الثعلبي عن المفسرين في قوله تعالى: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} (١)، إنها كانت تسير به إلى انتصاف النهار مسيرة شهر، وكان [مسيرها] (٢) من انتصاف النهار إلى الليل مقدار شهر.

وقال الخطابي (٣): معنى "راح" قصد الجمعة، وتوجه إليها مبكرًا قبل الزوال، قال: وإنما تأولناه بهذا لأنه لا يبقى بعد الزوال خمس ساعات في وقت الجمعة، وهذا شائع في الكلام تقول: راح فلان بمعنى "قصد" وإن كان حقيقة الرواح بعد الزوال، وهذا [الاستشكال] (٤) إنما يأتي إذا حملنا الساعات على الأجزاء الزمانية، دون ما إذا حملناها على ترتيب منازل السابقين، وفيه بعد.

وقد اختلف [العلماء] (٥) في ذلك: والصحيح عند العلماء: إن أولها من طلوع الفجر، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: "يوم الجمعة اثنا عشر ساعة"، رواه أبو داود والنسائي من حديث جابر (٦) بإسناد على شرط مسلم، فجعل الساعات عبارة عن جميع اليوم، لا عن اللحظات اللطيفة، مع أن لفظة راح محتملة لمجرد


(١) سورة سبأ: آية ١٢، في تفسير الثعالبي (٣/ ٢٤٠) طبعة الأعلمي بيروت.
(٢) في ن ب (رواحها).
(٣) معالم السنن (١/ ٢١٥).
(٤) في ن ب (استشكال).
(٥) زيادة من ن ب.
(٦) النسائي (٣/ ٩٩)، وأبو داود عون المعبود (٣/ ٣٧٢)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٩)، وذكره في الفتح (٢/ ٣٦٨)، واقرأ تصحيح الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، والبيهقي (٣/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>