للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السير أي وقت كان، كما قدمناه عن الأزهري كما أوّل قوله تعالى: {فَاسْعَوْا} (١)، على مجرد السير لا على مجرد السرعة (٢).

وقيل: إن أولها من طلوع الشمس (٣) وصححه الماوردي (٤)، وجزم به صاحب "التنبيه" مع أنه صحيح في "المهذب" (٥) الأول، وقال في هذا: إنه ليس بشيء.

وقيل إنها لحظات لطيفة (٦) بعد الزوال لتوجه الأمر حينئذٍ ثم


(١) سورة الجمعة: آية ٩.
(٢) قال الزمخشري في الكشاف (٤/ ٩٨) على قوله تعالى: {قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)} فذكر قراءةً لبعض الصحابة وهم عمر وابن مسعود وابن عباس "فامضوا"، وعن عمر - رضي الله عنه - أنه سمع رجلًا يقرأ "فاسعوا"، فقال: من أقرأك هذا؟ قال: أبيّ بن كعب، فقال: لا يزال يقرأ بالمنسوخ لو كانت "فاسعوا" لسعيت حتى يسقط ردائي.
وقيل: المراد بالسعي القصد دون العدو. والسعي: التصرف في كل عمل ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} وعن الحسن ليس السعي على الأقدام ولكنه على النيات والقلوب، وذكر محمد بن الحسن في موطئه أن ابن عمر سمع الإِقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي، قال محمد بن الحسن: وهذا لا بأس به ما لم يجهد نفسه. اهـ.
(٣) انظر: الاستذكار (٥/ ٩).
(٤) الحاوي (٣/ ٦٨، ٦٩).
(٥) المجموع شرح المهذب (٤/ ٥٤٠).
(٦) استدل مالك في بعض ألفاظ حديث الباب "إذا كان يوم الجمعة قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس: الأول فالأول فالمهجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>