للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجه الثاني: قوله: "بعث" معناه أرسل، وكذا ابتعث.

وقولهم: "كنت في بعث فلان" أي في الجيش الذي بعث معه.

والبُعُوث: الجيوش.

الثالث: فيه بعث الإِمام العمال لجباية الزكوات.

الرابع: فيه أيضاً أن يكونوا أمناء. فقهاء. ثقات عارفين حيث بعث عليها عمر.

الخامس: قوله: "على الصدمه". أي الزكاة المفروضة، هذا هو الصحيح المشهور، نقله القرطبي عن الجمهور.

وقيل: المراد صدقة التطوع، وبه قال ابن القصار (١): حكاه


(١) قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٣٣) على قوله: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقة"، في رواية مسلم من طريق ورقاء عن أبي الزناد "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر ساعياً على الصدقة" -قلت: وفي رواية عبد الرزاق المشار إليها آنفاً "ندب"- وهو مشعر بأنها صدقة الفرض، لأن صدقة التطوع لا يبعث عليها السعاة، وقال ابن القصار المالكي: الأليق أنها صدقة التطوع، لأنه لا يظن بهؤلاء الصحابة أنهم منعوا الفرض، وتعقب بأنهم ما منعوه كلهم جحداً ولا عناداً, أما ابن جميل فقد قيل: إنه منافق ثم تاب بعد ذلك، كذا حكاه المهلب، وجزم القاضي حسين في تعليقه أن فيه نزلت: "وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ" الآية انتهى، والمشهور أنها نزلت في ثعلبة، وأما خالد فكان متأولاً بإجزاء ما حبسه عن الزكاة، وكذلك العباس لاعتقاده ما سيأتي التصريح به عذر النبي - صلى الله عليه وسلم - خالداً والعباس ولم يعذر ابن جميل. اهـ. أيضاً إكمال إكمال المعلم (٣/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>