وأما القسم الثاني: فمعناه التوفيق والإِلهام وهذا لا يقدر عليه إلَّا الله مختص بمن شاء الله هدايته ودليله قوله -تعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وغيرها من الآيات. وهذه خاصة يتفضل الله بها على من يشاء من عباده وهو أعلم بالمهتدين -اللهم مُنَّ علينا بالهداية. النوع الثالث: هداية عامة، قال- تعالى-: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠)}. النوع الرابع: غاية هداية الدلالة والبيان والتوفيق وفائدتها ونتيجتها، قال-تعالي-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ}، وقال: إخباراً عما يقوله السعداء: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}. (١) سورة الأنفال: آيتان ٦٢ - ٦٣. (٢) سورة نوح: آية ١٢.