للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن فورك (١): في "مقدماته" ما وصف الله تعالى به نفسه من أن له يدين [كقوله] (٢): {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٣) فهما صفتان له، طريق إثباتهما الخبر ولا يجوز أن يقال هما بعضان أوعضوان أو غيران كما يوصف بذلك غيرها من الأيدي وليس هما بمعنى الملك والقدرة ولا بمعنى النعمة والصلة بل هما بمعنى الصفة والدليل على ذلك قوله تعالى مخبراً عن اليهود: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (٤) فكذّبهم، وقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} فأثبت اليد لنفسه ونفى الغل عنها كما ادعته اليهود. وتواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "كتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده وخلق آدم بيده" (٥) وقال أيضاً: "كلتا يدي الرحمن يمين" (٦) فوجب


(١) ابن فورك هو محمد بن الحسن أبو بكر الأصبهاني نزيل نيسابور. أديب، متكلم، أصولي، واعظ، كوفي. توفي سنة (٤٠٦). آثار البلاد للقزويني (٢٩٧)، والفتح المبين للمراغي (١/ ٢٢٦)، وطبقات ابن قاضي شهبة (١/ ١٨٥)، وفيه ورد الاسم غلط محمد بن الحسين.
قال شيخ الإسلام -رحمنا الله وإياه- في الفتاوى (١٦/ ٨٩) بعد كلام سبق: فصل، هذا مع أن ابن فورك يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين، وكذلك المجيء والإِتيان، موافقة لأبي الحسن، فإن هذا قوله وقول متقدمي أصحابه ... إلخ كلامه.
(٢) زيادة من ن هـ.
(٣) سورة ص: آية ٧٥.
(٤) سورة المائدة: آية ٦٤.
(٥) الأسماء والصفات للبيهقي (٤٠٣).
(٦) الترمذي (٣٣٦٨)، والحاكم (١/ ٤٦، ٦٤) (٢/ ٥٨٥) (٤/ ٢٦٣)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>