للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (١) وإنما لم يفسخ الحج إلى العمرة كما أمر غيره لأجل ما كانت الجاهلية تعتقده من عدم جواز العمرة في أشهر الحج فأراد إبطال ما كانوا عليه بفعله وقوله [وترفه] (٢) باتحاد الميقات فأدخل العمرة على الحج والفعل وهذا التأويل الذي أولنا به قول ابن عمر "تمتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أولى من قول القرطبي (٣) إنه لا يعول عليه لاضطراب روايته فإنه روى مرة أنه أفرد ولأنه ذكر أثناء رواية "تمتع" ما يدل على أنه سمى الأرداف تمتعا.

الثاني: تقدم الكلام على حجة الوداع في الحديث السابع (٤) ووجه تسميتها بذلك وتغليط من كرة تسميتها به.

الثالث: قوله: "تمتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع بالعمرة بالحج" أي بإدخال العمرة على الحج وإنما قال في حجة الوداع لنفي تمتع الإِحصار وليدل بتعيين ذلك فيها على استقرار حكم إدخال العمرة على الحج من حيث أنه الأخر من فعله.

الرابع: قوله: "وأهدى وساق معه الهدي من ذي الحليفة" هو بيان [للمكان] (٥) الذي ابتدأ سوق الهدى منه وهو ميقات المدني كما سلف ففيه دلالة على سوق الهدايا وإن بَعُد مكانها [وهو] (٦) سنة مؤكدة ينبغي فعلها.


(١) سورة البقرة: آية ١٩٦.
(٢) في ن هـ (وتردفه).
(٣) المفهم (٣/ ٣٥٢).
(٤) ص ٢١٥.
(٥) في ن هـ في (المكان).
(٦) في ن هـ (وهي).

<<  <  ج: ص:  >  >>