للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولو فعله، فزجر عن الشيء بلفظ الأمر بضده، كما قال لعائشة "اشترطي لهم الولاء فإنما الولاء، لمن أعتق"، ثم روى من حديث النعمان أن أباه أتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن عمرة بنت رواحة نُفست بغلام، وإني سميته: نعمان، وإنها أبت أن تربيه وحتى جعلتُ له حديقة، في أفضل مالي هو، وأنها قالت: أشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك ولد غيره"؟ قال: نعم، قال: "لا تشهدني إلَّا على عدل، وإني لا أشهد على جور".

قال أبو حاتم بن حبان: (١) [لا تضاد بين ما ذكرناه من هذه القصة] , لأن النحل من بشير لابنه كان في موضعين متباينين، وذلك أن أول ما ولد النعمان أبت عمرة أن تربيه حتى يجعل له بشير حديقة، ففعل ذلك، وأراد الإِشهاد على ذلك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تشهدني إلَّا على عدل، فإني لا أشهد على جور"، [(٢)] هذا [تصريح] (٣) بأن الحيف في النحل [بين الأولاد] (٤) غير جائز، فلما أتى على الصبي مدة، قالت عمرة. لبشير: أنحل ابني هذا، فالتوى عليها مدة سنة أو سنتين [(٥)]، فنحله غلامًا، فلما جاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم -


(١) العبارة هكذا (تباين الألفاظ في قصة النحل الذي ذكرناه قد يوهم عالمًا من الناس أن الخبر في تضاد وتهاتر وليس كذلك).
(٢) في الإِحسان زيادة (على ما في خبر أبي حريز).
(٣) في المرجع السابق (تصرح هذه اللفظة).
(٤) زيادة من ن هـ وابن حبان.
(٥) في المرجع السابق زيادة (على ما في خبر أبي حيان التيمي والمغيرة عن الشعبي).

<<  <  ج: ص:  >  >>