للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمكة"، هذا من كلام الراوي، والمرفوع منه إلى قوله: سعد بن خولة، وقال الراوي ذلك؛ تفسيرًا لبؤسه وتوجعه له وترفيقه عليه.

واختلف في قائل هذا الكلام: فقيل: سعد بن أبي وقاص، وقد جاء مفسرًا في بعض الروايات، قال القاضي عياض: وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهري.

ويحتمل أن يكون قوله: "أن مات بمكة" مرفوعًا، ويرثي له من كلام غيره تفسيرًا لمعنى البائس، إذ روي في رواية: "لكن سعد بن خولة البائس قد مات في الأرض التي قد هاجر منها".

واختلف في قصة سعد بن خولة:

فقيل: لم يهاجر من مكة حتى مات فيها، قاله عيسى بن دينار وغيره، وذكر البخاري (١) أنه هاجر وشهد بدرًا، ثم انصرف إلى مكة ومات بها.

وقال ابن هشام (٢): إنه هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية وشهد


= إلى دار هجرته وهي المدينة ولا يستمر مقيمًا بسبب الوجع بالبلد التي هاجر منها وهي مكة، وإلى ذلك الإشارة بقوله: الكن البائس سعد بن خولة. . . . إلخ).
(١) الفتح (٣٩٩١).
(٢) قال ابن حجر -رحمنا الله وإياه- في الفتح (١١/ ١٨٠):
ونقل ابن المزين المالكي أن الرثاء لسعد بن خولة بسب إقامته بمكة ولم يهاجر، وتعقب بأنه شهد بدرًا ولكن اختلفوا متى رجع إلى مكة حتى مرض بها فمات، فقيل أنه سكن مكة بعد أن شهد بدرًا، وقيل: مات في حجة الوداع، وأغرب الداودي فيما حكاه ابن التين فقال: لم يكن =

<<  <  ج: ص:  >  >>