للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بدرًا وغيرها، وتوفي بمكة في حجة الوداع سنة عشر.

وقيل: توفي بها سنة سبع في الهدنة، خرج مختارًا من المدينة إلى مكة، وقد أسلفنا ذلك في ترجمته، فعلى هذا وعلى قول عيسى، سبب بؤسه سقوط هجرته، لرجوعه مختارًا وموته بها، وعلى قول الآخرين: سببها موته بمكة على أي حال وإن لم يكن باختياره؛ لما فاته من الأجر والثواب الكامل بالموت في دار هجرته والغربة عن وطنه الذي هجره لله -تعالى- (١).

وفي (معجم الطبراني الكبير) (٢) أنه - عليه الصلاة والسلام -


= للمهاجرين أن يقيموا بمكة إلَّا ثلاثًا بعد الصدر، فدلَّ ذلك أن سعد بن خولة توفي قبل تلك الحجة، وقيل: مات في الفتح بعد أن أطال المقام بمكة بغير عذر، إذ لو كان له عذر لم يأثم وقد قال - صلى الله عليه وسلم - حين قيل له أن صفية حاضت "أحابستنا هي"، فدل على أن للمهاجر إذا كان له عذر أن يقيم أزيد من الثلاث المشروعة للمهاجرين، وقيل: يحتمل أن تكون هذه اللفظة، قالها - صلى الله عليه وسلم - قبل حجة الوداع ثم حج فقرنها الراوي بالحديث لكونها من تكملته. انتهى. وكلامه متعقب في مواضع: منها استشهاده بقصة صفيه ولا حجة فيها لاحتمال أن لا تجاوز الثلات المشروعة، والاحتباس الامتناع وهو يصدق باليوم بل بدونه، ومنها جزمه بأن سعد بن خولة أطال المقام بمكة ورمزه إلى أنه أقام بغير عذر وأنه بذلك إلى غير ذلك مما يظهر فساده بالتأمل. اهـ. وانظر: تعليق رقم (٢) ص ٣٦، فإنه فيه زيادة فائدة.
(١) انظر: إكمال إكمال المعلم (٥/ ٣٤٢).
(٢) أحمد (٤/ ٦٠)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ١٤٦)، والبيهقي في السنن (٩/ ١٩)، والبخاري في التاريخ الكبير، وذكره ابن حجر في فتح الباري (٥/ ٣٦٣)، والمروزي في جزء فيه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>