وقالت طائفة: كان أبو سفيان يخرج إلى المدينة كثيرًا، فيحتمل أن يكون جاءها وهو كافر، أو بعد إسلامه حين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - آلى من نسائه شهرًا واعتزلهن، فتوهم أن ذلك الإِيلاء طلاق كما توهمه عمر - رضي الله عنه -، فظن وقوع الفرقة به، فقال هذا القول للنبي - صلى الله عليه وسلم -، متعطفًا له، ومتعرضًا، لعله يراجعها، فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - بنعم، على تقدير: إن امتدَّ الإيلاءُ، أو وقع طلاق، فلم يقع شيء من ذلك. وهذا أيضًا في الضعف من جنس ما قبله، ولا يخفى أن قوله: "عندي أجمل العرب وأحسنهنَّ أزوجك إياها" أنه لا يفهم منه ما ذكر من شأن الإيلاء، ووقع الفرقة به، ولا يصح أن يجاب بنعم، ولا كان أبو سفيان حاضرًا وقت الإيلاء أصلًا، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتزل في مَشْرُبَةٍ له، وحلف أن لا يدخل على نسائه شهرًا، وجاء عمر بن الخطاب فاستأذن عليه - صلى الله عليه وسلم - (في الدخول) مرارًا، فأذن له في الثالثة، فقال: "أطلقت نساءك؟ فقال: لا، فقال عمر: الله أكبر"، واشتهر عند الناس أنه لم يطلق نساءه، وأين كان أبو سفيان حينئذٍ. اهـ.