للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنبياء في هذه الخصوصية وامتازت بالغرة والتحجيل.

ونقل الزناتي المالكي شارح الرسالة عن العلماء: أن الغرة والتحجيل حكم ثابت لهذه الأمة، من توضأ منهم ومن لم يتوضأ (١)، كما قالوا: لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة، إن أهل القبلة كل من آمن به من أمته سواء صلى أو لم يصل، وهذا نقل غريب، وظاهر الأحاديث تقتضي خصوصية ذلك بمن توضأ منهم، وفي صحيح ابن حبان: "يا رسول الله: كيف تعرف من لم تر (٢) من أمتك، قال: غرٌ محجلون بلق من آثار الوضوء" (٣).

[الثالث عشر] (٤): في جامع الترمذي مصححًا: "أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من الوضوء" (٥)، ولا تضاد بينه وبين


(١) سئل شيخ الإِسلام رحمه الله تعالى عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم تأتون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء" وهذه صفة المصلين، فبم يعرف غيرهم من التاركين والصبيان فأجاب: الحمد لله رب العالمين، هذا الحديث دليل على أنه إنما يعرف من كان أغر محجلًا، وهم الذين يتوضؤون للصلاة، وأما الأطفال فهم تبع للرجال، وأما من لم يتوضأ قط ولم يصل فإنه دليل على أنه لا يعرف يوم القيامة. اهـ، من الفتاوى (٢١/ ١٧١).
وظاهر الحديث يدل على أن من لم يتوضأ لا يكون أغر ولا محجلًا لأن لفظه "غرًا محجلين من آثار الوضوء".
(٢) في الأصل زيادة (هن)، والتصحيح من تقريب ابن حبان الإِحسان.
(٣) تقريب الإِحسان في ترتيب صحيح ابن حبان (٢/ ٢٧٤)، وسبق تخريجه.
(٤) في ن ب ساقطة.
(٥) الترمذي برقم (٦٠٧) عن عبد الله بن بسر، وأحمد في المسند (٤/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>