للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمرو بن النعمان، قال القاضي (١): ولم أر لأحد أنها سوداء إلا أحمد بن سعيد الصيرفي ذكر في "تاريخه" من رواية عبد الرزاق عن ابن سيرين أنها كانت سوداء، فإن كان هذا، فلهذا خرج أسامة أسود، لكن لو صح هذا لم ينكر لون أسامة إذ لا ينكر أن يلد الأبيض أسود من سوداء.

وأما والده زيد بن حارثة: فهو مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبي، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فوهبته للنبي - صلى الله عليه وسلَّم - فتبنّاه، وكان يدعى زيد بن محمَّد حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (٢)، فقيل: زيد بن حارثة، وهو أول من أسلم من الموالي، وشهد بدرًا والمشاهد، وكان من الأمراء الشهداء ومن الرماة المذكورين، له حديثان ومناقبه جمّة منها: إن الله ذكره في القرآن. استشهد يوم مؤتة سنة ثمان من الهجرة عن نيف وخمسين سنة. وترجمته مبسوطة فيها أفردناه في الكلام على رجال هذا الكتاب فسارع إليه.

الوجه الثاني في ألفاظه ومعانيه.

السرور: خلاف الحزن، وسبب سروره -عليه الصلاة والسلام- ما تقدم من طعنهم في نسب أسامة، وقصد بعض المنافقين بالطعن مغايظة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنهما كانا حبيبيه. فلما قال المدلجي ذلك: وهو لا يرى إلا أقدامهما سره ذلك.

وقد ترك المصنف من الحديث: "تغطية رؤوسهما وبدو


(١) ذكره في إكمال إكمال المعلم (٤/ ٨٣).
(٢) سورة الأحزاب: آية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>