للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكلام عليه من وجوه:

الأول: هذا الحديث رواه مسلم بلفظين.

أحدهما: من حديث عطاء عن جابر: "كنا نعزل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينهنا".

الثاني: عن أبي الزبير عن جابر "كنا نعزل والقرآن ينزل". زاد إسحاق ابن إبراهيم أحد رواته، قال سفيان: فلو كان شيئًا يُنهى عنه لنهانا عنه القرآن".

ورواه البخاري من حديث عطاء عن جابر بلفظ: "كنا نعزل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -", وفي لفظ: "والقرآن ينزل" وفي لفظ: "كنا نعزل والقرآن ينزل".

الثاني: قد أسلفنا الكلام على حكم العزل في الحديث قبله، والخلاف فيه عندنا وعند السلف، وهذا الحديث دال على جوازه مطلقًا، وما عارضه محمول على كراهة التنزيه والأحاديث الواردة بالإِذن دالة على عدم التحريم لا على نفي الكراهة. واستدل جابر - رضي الله عنه - بالتقرير من الله تعالى على الجواز.

قال الشيخ تقي الدين: وهو استدلال غريب (١)، وكان يحتمل


= "فقال أنا عبد الله ورسوله"، وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن أبي شيبة بسند آخر على شرط الشيخين بمعناه، ففي هذه الطرق ما أغنى عن الاستنباط، فإن في إحداها التصريح باطلاعه - صلى الله عليه وسلم -، وفي الأخرى أذنه في ذلك وإن كان السياق يشعر بأنه خلاف الأولى كما سأذكر البحث فيه.
(١) قال في الصنعاني في حاشية إحكام الأحكام (٤/ ٢٧٩) على قوله "وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>