للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قومًا قالوا: يا رسول الله إن قومًا حديثي عهد بجاهلية يأتونا بلحمان، لا ندري أذكروا اسم الله عليها أم لم يذكروا، أنأكل منها أم لا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "اذكروا اسم الله وكلوا"، وهذا ظاهر في عدم الوجوب، فان هذه التسمية هي المأمور بها عند الأكل والشرب لا التسمية عند التذكية والإِرسال.

وأجابوا: عن قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (١) بأن المراد به ما ذبح للأصنام، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} ... وآية {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} (٢).

قال القرطبي (٣): وهو أشهر أقوال المفسرين في الآية وأحسنها. ولأن الله تعالى قال: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} (٤) وقد قام الإِجماع على أن من أكل متروك التسمية ليس بفاسق فوجب حملها على ما


= باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سموا الله عليه وكلوه".
وساقه بلفظ آخر (٥٥٠٧)، أن قومًا قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن قومًا يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا، فقال: سموا عليه أنتم وكلوه. قالت: وكانوا حديثي عهد بالكفر.
وبلفظ (٧٣٩٨)، قالت: قالوا يا رسول الله إن أقوامًا حديثًا عهدهم بشرك يأتونا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا؟ قال: اذكروا أنتم اسم الله وكلوا".
(١) سورة الأنعام: آية ١٢١.
(٢) والآيتان هما من سورة المائدة: آية ٣؛ وسورة البقرة: آية ١٧٣.
(٣) المفهم (٥/ ٢٠٧).
(٤) سورة الأنعام: آية ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>