للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خامسها: "السبيل" الطريق يذكر ويؤنث. وقد أسلفنا الكلام على السبيل في الحديث الثامن من باب أفضل الصيام وغيره، فراجعه من ثم.

سادسها: [قوله] (١) "خير من الدنيا وما عليها"، أي: [إن] (٢) ثواب ذلك خير من نعيم الدنيا كله لو ملكه إنسان، وقصد تنعمه به، لأنه زائل، ونعيم الآخرة باق، ولو لم يكن منه إلَّا النظر إلى وجهه الكريم لكان كافيًا، نسأل الله أن لا يحرمنا إياه.

وقيل: في معناه ومعنى نظائره من تمثيل أمور الآخرة وثوابها بأمور الدنيا: أنها خير من الدنيا وما فيها, لو ملكها إنسان وملك ما فيها وأنفقها في أمور الآخرة حكاه القاضي (٣) قال: هذا القائل وليس تمثيل الباقي بالفاني على ظاهره، أي: لأنه لا يقاس به، وإنما يقع

التفضيل من علتين أخروتين باقيتين. وقال الشيخ تقي الدين (٤): فيه وجهان:

أحدهما: أن يكون من باب تنزيل الغيب منزلة المحسوس، تحقيقًا له وتثبيتًا في النفوس، فإن ملك الدنيا ونعيمها ولذاتها محسوسة، مستعظمة في طباع النفوس فحقِّق عندها أن ثواب اليوم


(١) في ن هـ ساقطة.
(٢) في ن هـ ساقطة.
(٣) ذكره في إكمال إكمال المعلم (٥/ ٢٢٦)، وشرح مسلم للنووي (١٣/ ٢٦، ٢٧).
(٤) إحكام الأحكام (٤/ ٥٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>