للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الواحد في الرباط وهو من المغيبات خير من المحسوسات التي عهد تموها من لذات الدنيا.

وثانيها: أنه قد استبعد بعضهم أن يوازن شيء من نعيم الآخرة بالدنيا كلها، فحمل الحديث أو ما هو في معناه على أن هذا الذي رتب عليه الثواب خير من الدنيا كلها, لو أنفقت في طاعة الله تعالى. وكأنه قصد بهذا أن تحصل الموازنة بين ثوابين أخرويين لاستحقاره الدنيا في مقابلة شيء من الأخرى، ولو [(١)] على سبيل التفضيل [(٢) قال الشيخ: والأول عندي أوجه وأظهر.

سابعها: سلف الكلام على حقيقة الدنيا وضبطها في أول حديث في الكتاب، وهو حديث: "إنما اعمال بالنيات" [فراجعه من ثم] (٣).

ثامنها: قوله: "ووضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما [عليها] (٤) " إنما ضرب المثل به لأنه مما يخص القوس لأنه يضرب فرسه في الزحف، ونبه عليه الصلاة والسلام به على أن موضع السوط في الآخرة في غاية النفاسة، وإن كان تافهًا في الدنيا.

تاسعها: "الروحة" بفتح الراء: المرة من الرواح أي وقت كان، والمراد به هنا من الزوال إلى الغروب.


(١) في ن هـ زيادة (كان).
(٢) في إحكام الأحكام زيادة (وأكدار، ولا بأضداد وأغيار، بل).
(٣) في ن هـ ساقطة.
(٤) متن الحديث في الباب (وما فيها)، وهذا يوافق سباق البخاري كما ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>