فقد قال الإِمام أحمد لرجل أراد الخررج إلى مكة من غير زاد، حينما قال له: يا أبا عبد الله أنا متوكل، قال: فتدخل البادية وحدك أو مع الناس؟ قال: لا، مع الناس، قال: كذبت، لست بمتوكل، فادخل وحدك، وإلَّا فأنت متوكل على جرب الناس". اهـ. من الحث على التجارة. وجاء في شعب الإِيمان (٣/ ٤٧٢) عن سهل أنه قال: "من طعن في الاكتساب فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإِيمان". وفيه أيضًا: (٣/ ٤٥٩) عن الجنيد (ليس التوكل الكسب، ولا ترك الكسب، التوكل: شيءٌ في القلب، وقال أيضًا: إنما هو سكون القلب إلى موعود الله عز وجل. قال البيهقي رحمه الله: وعلى هذا ينبغي أن لا يكون تجريد هذا السكون عن الكسب شرطًا في صحة التوكل، بل يكتسب بظاهر الحلم معتمدًا بقلبه على الله تعالى، كما قال بعضهم: أكتسب ظاهرًا وأتوكل باطنًا، فهو مع كسبه لا يكون معتمدًا على كسبه، وإنما يكون اعتماده في كفاية أمره على الله عز وجل. اهـ. =