للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، قال البيهقي في الشعب (٣/ ٣٩٨) نقلًا عن الإِمام أحمد "وفي هذا أن الله تعالى أمر زوار بيته بالتزود، فقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، يعني الله تعالى أعلم، فإن خير الزاد ما عاد على صاحبه بالتقوى". اهـ. قال البيهقي في الشعب (٣/ ٣٩٨) نقلًا عن الحليمي، وهو ألَّا يتوكل على أزواد الناس فيؤذيهم ويضيق عليهم، ومن دخل البادية بلا زاد متوكلًا فإنما يرجوا أن يقيض الله له من يواسيه في زاده، وهذا عين ما أشارت الآية إلى المنع منه. اهـ محل المقصود، وقد أكثر علماء السلف في الإِنكار على من يفعل ذلك.
فقد قال الإِمام أحمد لرجل أراد الخررج إلى مكة من غير زاد، حينما قال له: يا أبا عبد الله أنا متوكل، قال: فتدخل البادية وحدك أو مع الناس؟ قال: لا، مع الناس، قال: كذبت، لست بمتوكل، فادخل وحدك، وإلَّا فأنت متوكل على جرب الناس". اهـ. من الحث على التجارة.
وجاء في شعب الإِيمان (٣/ ٤٧٢) عن سهل أنه قال: "من طعن في الاكتساب فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإِيمان".
وفيه أيضًا: (٣/ ٤٥٩) عن الجنيد (ليس التوكل الكسب، ولا ترك الكسب، التوكل: شيءٌ في القلب، وقال أيضًا: إنما هو سكون القلب إلى موعود الله عز وجل.
قال البيهقي رحمه الله: وعلى هذا ينبغي أن لا يكون تجريد هذا السكون عن الكسب شرطًا في صحة التوكل، بل يكتسب بظاهر الحلم معتمدًا بقلبه على الله تعالى، كما قال بعضهم: أكتسب ظاهرًا وأتوكل باطنًا، فهو مع كسبه لا يكون معتمدًا على كسبه، وإنما يكون اعتماده في كفاية أمره على الله عز وجل. اهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>