للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرف الجر.

ومفعولُ "جَاءت" محذُوفٌ، أي: "جَاءَت النبي - صلى الله عليه وسلم -".

قوله: "تزوره": جملة في محلّ الحال من ضَمير الفَاعِل. و"في اعتكافه" يتعلّق بـ "تزوره". و"في المسجد" يتعلّق بـ "اعتكافه"؛ لأنّه مصدر. ويحتمل أن يكُون "في المسْجد" بَدَلًا من "في اعتكافه"؛ لأنّ التقدير: "في مكان اعتكافه" أو "في زَمَن اعتكافه".

قوله: "في العشر الأوَاخِر": يحتمل أنْ يتعَلّق بـ "جاءت"، أي: "جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر تزوره في اعتكافه"، أي: "في موضع اعتكافه". ويحتمل أن تكون "في" من قوله "في المسجد" بمعنى "إلى"، كما هي في قوله تعالى: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: ٩]، أي: "إلى أفواههم" (١)؛ فتتعلّق "في العشر الأواخر" بـ "تزوره". وإنما تجري صحة التعلق على ما يقتضيه المعنى، إلا أنْ يُعارضه إخلال بقاعدة من قواعدهم، كما هنا، من أنّ حرفي جَر لمعنى لا يتعلّقان بفعل واحد.

وتقَدّم الكَلامُ على أنّ "العَشر" اسمُ جمع، و"الأواخر" نعته، على معناه.

و"مِن رَمَضَان": "مِن" للتبعيض، وتتعلّق بحَال من "العَشر"، أو بحَال من "الأواخر"، والتقدير: "بالعشر الأواخر". ويحتمل أن تتعلّق بـ "الأواخر"؛ لأنها جمعُ "آخر"، ففيها معنى الوصف، كما تقدّم.

وتقدّم الكَلامُ على "رمضان" في الحديث الثّالث من "باب الصّوم".

وهذه الجملة من قولها، وأنها جاءت تزوره. . . إلى آخر الحديث حكاية الرّاوي


(١) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٦/ ٤١٣)، مغني اللبيب لابن هشام (ص ٢٥٥)، الجنى الداني (ص ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>