للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من خبرها عن نفسها، ولذلك انتقلت ضَمائر المتكلّم إلى ضمائر الغائب.

قال: "فتَحَدَّثَتْ": فاعله "ضميرُ صفية".

و"عنده سَاعة": تقدّم الكَلامُ على "عند" في الحديث الأوّل من "السّواك". و"ساعة" منصوبٌ على الظرفية، والمراد بها "وقت"، لا الساعات الزمانية؛ لأنّ المعتكفَ لا يكثر عنده الكَلام. وجمعها: "سياع" و"ساعات". ويُقال: "ساعة سوعاء"، أي: "شديدة"، كما يُقال: "ليلة ليلاء". ويُقال: "عاملته مُساوَعَة" من "الساعة"، كما تقول: "مياومة" من "اليوم"، لا يُستعمل منهما إلا هذا. (١)

قوله: "ثُم قَامَت تنقَلب": "ثُم" تقَدّم الكَلامُ عليها في الحديث الثاني من "باب الجنابة". وفاعلُ "قامت": "ضمير صفية". و"تنقلب" بمعنى "ترجع إلى (٢) أهلها"، تقدّم قبل هذا قريبًا.

وجملة "تنقلب" في محلّ الحال من الفَاعِل. وتقدّم الكلام على الجمل الحالية في الثالث من "المذي".

قوله: "فقام رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -": معطوفٌ على "قامَت".

قوله: "معها ليقلبها": تقتضي لفظة "مع" المعيّة في [القيام] (٣)، وتتعلّق بـ "قام". وجملة "يقْلبها" في محلّ الحال أيضًا من ضَمير "النبي - صلى الله عليه وسلم -".

قوله: "حتى إذا": تقَدّم قريبًا ذِكْر "حتى" مع "إذا"، وأنها حرف ابتداء، واختار الزمخشري وابن مالك أنها حرف جر. ومتى دخلت على "إذا" احتملت أن تكون بمعنى "الفاء"، أو بمعنى "إلى". (٤) ويكون التقدير: "فقام ليقلبها، إلى أنْ مَرّ رَجُلان


(١) انظر: الصحاح (٢/ ٦٦١)، (٣/ ١٢٣٣)، لسان العرب (٨/ ١٦٩).
(٢) بالنسخ: "قوله إلى".
(٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٤) انظر: البحر المحيط (٣/ ٣٧٩)، (٤/ ٤٧١)، تفسير الزمخشري (١/ ٤٢٧، ٤٧٤)، شرح التسهيل (٢١٠، ٢١١)، مغني اللبيب (ص ١٢٨، ١٢٩، ١٧٤)، توضيح =

<<  <  ج: ص:  >  >>