للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"مَا كُنتُ أُرَى": "مَا" نَافية، وجملَة "أُرَى" في مَوْضِع خَبر "كَان". والرّؤية بمَعنى الظَنّ والحسبان (١)؛ فتكُون الهمْزة مَضْمُومة، و"الوَجَع" المفعُول الأوّل، وجملة "بَلَغَ" في مَوْضِع المفعُول الثّاني.

وأمّا ["رَأَى"] (٢) الثّانية فبَصَريّة، فتكُون همْزَتها مفتُوحَة، وتتعَدّى إلى واحد، وهو هُنا محذُوفٌ، تقديره: "مَا أراه". فـ "مَا" مَوصُولة، وهو العَائدُ عليها، والصِّلة والموصُول في محلّ مفْعُول "بَلَغ".

و"بك": يتعَلّق بـ "بَلَغ".

قوله: "أوْ: مَا كُنْتُ أُرَى الجهْد بَلَغَ بِك مَا أَرَى": "أوْ" للشّك مِن الرّاوي. و"كُنتُ": "كَان" واسمها. وجملة "أرَى" في محلّ الخبر.

و"الجهْد" بفَتح "الجيم": "المشَقّة"، وبضَمّها: "الطّاقَة". والمعنى هُنا على الفَتْح. (٣)

قوله: "أتجِد شَاة؟ ": تقَدّم الكَلَامُ على "وَجَد" في الثّاني من "باب الاستطابة"، وهو هُنا بمَعنى "أتُصيب؟ " (٤)؛ فيتعَدّى لوَاحِد، وهو "الشّاة". والهمزةُ هُنا للاستفهام، وقد تقَدّم الكَلامُ على حُروف الاستفهام في الرّابع مِن "الجنابة".

قوله: "فقُلْتُ: لا": المعنى: "لا أجِد"، وهَذا الحذْف جَائز؛ لفَهْم المعنى، وتقَدّم الكَلامُ على ذَلِك في الأوّل مِن " [باب] (٥) الحيْض".


(١) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ٥٧).
(٢) كذا بالنسخ. والمراد أصل الفعل.
(٣) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ٥٨)، الإعلام لابن الملقن (٦/ ٨٩)، الصحاح (٢/ ٤٦٠)، لسان العَرب لابن منظور (٣/ ١٣٣).
(٤) انظر: شرح التصريح على التوضيح (١/ ٣٦٥)، شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٧٩)، جامع الدروس العَربية (١/ ٤٠).
(٥) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "كتاب". والصواب المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>