للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"أنفس": من: "نفِس بالشيء"، بكسر "الفاء" إِذَا ["ضنَّ] (١) به". ويقال: "نفست عليه الشيء"، "نفاسة" إذا "لم تره يستأهله"، و"نفست عليّ بخير قليل"، أي: "حسدت"، و"نَفُسَ الشيء" بالضم "نفاسة"، أي: "صار مرغوبًا فيه". وهو هنا في الحديث من هذا، أو من ["الضنَّ] (٢) به"، أي: "هو أعز عندي منه" (٣).

قوله: "فما تأمرني؟ ": "ما" استفهامية مبتدأ، وخبرها في جملة "تأمرني". و"به" يتعلّق بفعل محذوف، أي: "ما تأمرني أن أعمل به؟ "، فهو متعلّق بالمحذوف. و"أنْ" معمول "تأمرني" بحذف حرف الجر.

و"الباء" في "به" ظرفية، والتقدير: "ما تأمرني أن أفعل فيه؟ "، أو يتعلّق بـ "تأمرني"، أي: "بفعله".

قوله: "فقال": أي: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".

تقدّم الكلام على "شئت" في السّادس من "باب الإمامة".

و"حبست": جوابُ الشرط، وجاء ماضيًا؛ لأنّ فعلها كذلك، وكذلك يختار المضي في الجواب إذا صحب الشرط "لم"، نحو: "إن لم يقم زيد قام عمرو" (٤)، ولتحصل المشاكَلة؛ لأن "لم" تُصَيِّر المستقبل ماضيًا.

والضّمير في "أصلها" يعود على "الأرض"، والضّمير في "بها" يعود على "الثمرة".

ومفعول "شئت" محذوف تقديره: "إن شئت فِعْل الخير"، أو: "إن شئت الصّدقة حَبستَ".


(١) بالنسخ: "ظن". والمثبت من المصدر.
(٢) بالنسخ: "الظن"، والمثبت من المصدر.
(٣) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ٩٥)، الصحاح (٣/ ٩٨٥).
(٤) انظر: الأصول في النحو (٢/ ١٨٨)، اللمحة في شرح الملحة (٢/ ٨٧٤)، همع الهوامع للسيوطي (٢/ ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>