للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب. وجاءت "حتى" هنا على شرطها من الغاية، وفي كون ما بعدها آخرًا لما قبلها، وأقلّ منه في الكمّية، وقد تقدّم ذلك.

و"جعل" تقدّم الكَلام عليها وعلى أقسَامها في الحديث الرّابع من أوّل الكتاب. ويحتمل أن تكُون هنا بمعنى "صار"، وخبرها في المجرور. ويحتمل أن تكُون بمعنى "ألقى"، أي: "حتى ما تلقيه فِي فِي امرأتك".

قوله: "فِي فِي امرأتك": "في" الأولى حرفُ جر، والثانية اسم "فم"، تقدّمت في الثاني من "الأذان"، وعلامة الجر فيها: "الياء".

قال الشّيخ تقيّ الدّين: لفظُ "حتى" هنا يقتضي المبالغة في تحصيل الأجر بالنسبة إلى المعنى، كما يُقال: "جاء الحاج حتى المشاة"، و"مات الناس حتى الأنبياء". فيمكن أن يُقال: إنّ سبب هذا ما أشرنا إليه من توهّم أنّ أداء الواجِب قد يُشعر بأن لا يقتضي غيره، ولا يزيد على براءة الذّمة.

ويحتمل أن يكون ذلك دفعًا لما عسَاه يتوهّم من أنَّ إنفاقَ الزّوج على الزّوجة واجبًا أو غير واجب، لا يُعارض تحصيل الثّواب إذا ابتغى بذلك وَجْه اللَّه تعالى (١).

قوله: "قال: فقلتُ: يا رسُول اللَّه": أي: "قال سعد".

"أُخَففُ بعد أصحابي؟ ": الجملة كُلها محكيّة بالقَول.

والعامل في "بَعْدَ": "أُخلَّف". وفيه حذف همزة الاستفهام، أي: "أَأُخلَّف بعد أصحابي؟ ".

قوله: "قال": أي: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". "إنك لن تُخلَّف": جملة "لن تخلف" خبر "إنّ"، ورُوي: "إنّك إنْ تُخلَّف" (٢).

وفي كلام الباجي وتفسيره ما يقتضي أنّ "لن" بمعنى "إنْ" الشّرطية؛ لأنّه


(١) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ١٦٣).
(٢) صحيح: رواه أبو داود (٢٨٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>