للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى} [طه: ١١٨]، تقديره: "إن أقمت على الطاعة فلك ألا تجوع" (١).

تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ.

قال أبو البقاء: ومنه في الحديث قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ. . . وَلَو بشِقّ تمْرَة" (٢).

قال: يحتمل أن يكون أراد الشرط، أي: "إن تصدق رجُل ولو بشيءٍ حقير من ماله أثيب عليه"، فحذف حرف الشرط وجَوابه للعلم به، كالآية (٣).

أمَّا في حديثنا هذا: فيتوجّه أن يكُون "ازددت" جَواب "إنْ" الشّرطية، و"إلّا" زائدة، كما قيل بزيادتها في [قوله] (٤):

حراجيجُ لا تنفك إلا مُنَاخَةً ... على الخَسْفِ أوْ [نرمي] (٥) بها بلدًا

قال الأصمعي وابن جني وابن مالك: و"الحَرَاجِيجُ": جمع "حُرْجُوج"، وهي "الناقة الطويلة العُنق" (٧)، و"على الخَسْف" بفتح "الخاء": "قلة العلف".

قالوا: والشاهد فيه برفع ["نرمي"] (٨) وكان حقّه النصب بإضمار "أنْ" بعد "أو".

والشّاهد الثاني: زيادة "إلّا"؛ لأنّ "إلّا" لا تدخُل في خبر "ينفك"؛ لأنّ "لا"


(١) انظر: عقود الزبرجد (١/ ٣١٦، ٣١٧).
(٢) صحيح: مسلم (١٠١٧/ ٦٩)، من حديث جرير.
(٣) انظر: عقود الزبرجد (١/ ٣١٦، ٣١٧).
(٤) مكررة بالأصل.
(٥) بالنسخ: "ترمي" والمثبت من المصدر، ولم أقف على رواية بالتاء.
(٦) البيت من الطويل، وهو لذي الرمة. انظر: المعجم المفصل (٣/ ١٣١).
(٧) انظر: التلخيص في معرفة أسماء الأشياء (٣٥٧)، والمجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (١/ ٤٢١)، والإعلام بتثليث الكلام (١٤٢).
(٨) بالنسخ: "ترمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>